Saturday, May 19, 2007

خطبة فلسطين وسبل التفعيل

رغم المعاناة الفلسطينية من عدة مشاكل اقتصادية
أبرزها وجود 2.5 مليون فقير فلسطيني

فإن ثمة قصورا لاحظه الخبراء في دور خطباء
المساجد يكاد يكون صامتا في حل هذه المشاكل
.

يرصد مازن العجلة الخبير الاقتصادي من غزة
بعضا من هذا القصور حيث يقول
:
"الخطباء يتناولون بعض الجوانب الاقتصادية..
بطريقة تقليدية، كالدعوة للتكافل الاجتماعي،
وإخراج الزكاة، والبعد عن الربا، والتعامل مع
البنوك، وهذا إيجابي.. والكثير من الخطباء لا
يتناولون الموضوع الاقتصادي بطريقة علمية
واضحة ومؤثرة تستطيع إقناع المسلم بتوجيهات
القرآن الكريم في الكثير من المجالات".

ويطرح
العجلة بعض القضايا التي يغفلها الخطباء، ومنها:


الاستهلاك
: وهو أحد الأنشطة الاقتصادية
الرئيسية ويستوعب حوالي 70% من الدخل القومي،
ورغم أهميته لتفعيل الاقتصاد فإنه إذا زاد عن
حده من خلال الإسراف ينقلب إلى ضده.. ويقول:
"نحن مجتمع استهلاكي وهناك رقم مرتفع
للواردات الاستهلاكية"، مشيرا إلى ضرورة
تناول الخطباء لهذه المسألة من وجهة نظر
اقتصادية وليس شرعية فقط.


الإنتاج والتنمية
: فهناك قيم إيجابية حض
عليها الإسلام، ويجب أن تعزز في نفوس الناس،
فمثلا يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن
الله يجب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه".
وهذا مبدأ مهم جدا في الإنتاج طبق في اليابان
وحقق نجاحات غير عادية.. على عكس ما يحدث في
بلاد المسلمين، ليس فقط بسبب التكنولوجيا، بل
بسبب الثقافة التنموية الضعيفة، مضيفا: "نحن
لا نحب العمل ولا نحترم الوقت الذي يُعد عنصرا
إنتاجيا وثقافيا".


- الفساد الإداري والمالي: ويتم تناوله بشكل
تجريحي ونقدي للسلطة الفلسطينية من قبل بعض
الخطباء، وليس على اعتباره قضية اقتصادية
اجتماعية مهمة يجب أن تأخذ منهجا علميا
لمحاربتها. ويقول العجلة: "الفساد الذي
يهدر الموارد يعالج اليوم في كل العالم
بآليات علمية عديدة، ومنها (الشفافية) على
سبيل المثال، ودعوة الخطباء لمعالجة الفساد
بهذا الإطار تضفي على الخطيب المصداقية وتقنع
الفرد بأهمية هذا الموضوع، وتدفعه إلى تبنيه".


- الاحتكار: فهناك سلع أساسية محتكرة في
المجتمع الفلسطيني مثل الاتصالات والوقود
وغيرها وهذا يضر بالاقتصاد، وهو أمر لا يقترب
منه الخطباء رغم أن الإسلام لديه جوانب
متعددة فيما يتعلق بالاحتكار وتحريمه.


- قضية مقاطعة البضائع الإسرائيلية: لا يكون
الحديث عنها عشوائيا؛ فالمقاطعة يجب أن يكون
الحديث عنها وفق منهج عملي يساعد على عدم خلق
ضرر للناس وللاقتصاد بحيث يدعو الجميع لخلق
بدائل ذات نوعية وأسعار جيد
ة.

لو تأثروا..

يتفق د. فريد أبو ضهير أستاذ الصحافة بجامعة النجاح
بنابلس في الضفة الغربية مع الرأي القائل
بوجود قصور في دور الخطباء، حيث يقول
: "لو
كانت استجابة المسلمين لدعوات الخطباء
للتكافل الاجتماعي على النحو المطلوب، لكان
الوضع الاقتصادي في فلسطين أفضل بكثير مما هو
عليه الآن؛ نظرا لوجود أغنياء لديهم ثروات
ضخمة".

فوفقا لـ"أبو ضهير" فإن خطبة الجمعة هي حديث
يسمعه المسلم ويستشعره، وإذا شعر فيه الصدق
والتفاعل من قبل الخطيب، وملامسة واقع
المواطن، فإنه بالتأكيد سيتأثر به وينفذ ما
يقوله الخطيب، وهنا يكمن أهمية دور الخطيب في
معالجة مشاكل اقتصادية مستفحلة مثل الفقر،
بحث الناس وتبيان طرق العلاج.

وانتقد
دعوة الخطباء باستمرار لمحاربة الربا
واجتنابه وعدم التعامل معه دون الدعوة إلى
إيجاد البدائل الإسلامية مثل مشاريع "القرض
الحسن".

في المقابل لا يرى الشيخ أحمد عبد الرازق مدير
عام الوعظ والإرشاد بوزارة الأوقاف
الفلسطينية قصورا في أداء الخطباء في الجانب
الاقتصادي، ويقول
: "إن الوزارة تعمم على
الخطباء بضرورة تناول المشاكل الاقتصادية
مرة كل شهر أو شهرين، وهذا يتم باستمرار ولا
نغفل ذلك أبدا.. وندعوهم أن يحثوا الناس على
إخراج الزكاة...". ويضيف: "الناس معظمهم
تحت خط الفقر، ولولا حث الإسلام الناس على
الإيثار لما كنا نستطيع سد حاجة المحتاج في
بلادنا، ولولا ذلك لسمعنا أن الناس ماتوا
جوعا".

كلام نظري

أحد خطباء مساجد غزة ويدعى د. إسماعيل رضوان أستاذ
الحديث الشريف بالجامعة الإسلامية بغزة يرى
أن هناك جهدا لا بأس به للخطباء في حل الأزمات
الاقتصادية لكنه ليس المطلوب، ويقول
: "ليس
هناك رضا كامل، فنحن كخطباء أحيانا نخصص خطبة
واحدة كلها للتكافل الاجتماعي وبيان حق
الفقراء في أموال الأغنياء، لكن في بقية
الخطب قد لا نتعرض لهذا.. هناك جهد لا بأس به في
تلمس مشاكل الناس، ولكن ليس هو المطلوب".

غير أن د. رضوان يرى أن "الكلام لا يحل مشاكل
المجتمع؛ فالخطباء لا يمكن أن يحلوا مشكلة
الفقر والبطالة.. فدورهم يبقى محدودا".

سبل التفعيل

السبل لتفعيل دور الخطباء متعددة، والبعض يؤكد على
التدريب الجيد والمتنوع للمهارات في مجالات
مختلفة.. فيتساءل العجلة
: "لماذا لا يخضع
الخطباء لدورات تدريبية وفق منهج يتعلق
بمخاطبة الجمهور، وكيفية الإبداع وفق أسس
علمية، وفي كيفية تناول الموضوعات واختيارها
وتثقيف أنفسهم في المجال الاقتصادي
والاجتماعي كي يوظفوا هذه القضايا من خلال
القواعد الشرعية...".

فيما يدعو د. رضوان إلى نمط ورش العمل من قبل وزارة
الأوقاف للموضوعات الاقتصادية وكيفية طرحها
علاجات لها للمجتمع الفلسطيني. أما الدكتور
أبو ضهير فيدعو الخطباء إلى الاهتمام بزوايا
مهمة في مكافحة الضائقة الاقتصادية مثل
الدعوة إلى مكافحة الفساد في السلطة
الفلسطينية، حيث يقول: "أعتقد أنه لو تمت
توعية المواطنين بهذه القضية وتم التصدي
للفساد لكان الوضع الاقتصادي أفضل بكثير.
ولكن لا بد من الإشارة إلى أن الخطباء، شأنهم
بذلك شأن كل مواطن، يخشون من الدخول في صدام
مع السلطة وأجهزتها التي تجد أن هذا الأمر
حساس جدا، ومن المحظور الحديث به"، مشيدا
في الوقت نفسه بمحاربة خطباء المساجد لظواهر
الإسراف والتبذير.

وانتقد أبو ضهير إغفال الخطباء لتوعية الناس بأساليب
تساعد الفلسطينيين على التعايش مع ظروف
الحصار والإغلاق التي يمارسها الاحتلال
الإسرائيلي، حيث يقول
: "أدعو الخطباء إلى
الحديث عن أساليب عملية، وأن يمارسوا بأنفسهم
بعض النشاطات والمشروعات الصغيرة التي تساعد
الأسر في التعامل مع الوضع الاقتصادي الخانق.
وأعتقد أن المواطن بحاجة إلى توجيه في
النواحي العملية، بالأمثلة والنماذج أكثر
مما يحتاج إلى النصائح العامة التي لا يستطيع
أن يبني عليها ممارسات وسلوكيات".

اقتراحات عملية

يقترح د.علاء الدين الرفاتي رئيس قسم الاقتصاد
والعلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة،
مجموعة موضوعات اقتصادية يرى ضرورة أن يدرسها
الخطيب ويتعمق فيها كي يتسع أفقه ويتمكن من
معالجة المشاكل الاقتصادية للناس بشكل علمي
وبناء.

ويرى الرفاتي أن هذه الموضوعات يمكن أن تشكل
مفردات لمساق علمي مختص، يمكن أن يدرّس

للخطباء في دورات خاصة.

ومن هذه الموضوعات

  1. أهمية العمل في الإسلام (إتقانه- وربطه بالعبادة).

  2. دراسة فريضة الزكاة وقواعد جبايتها
    وتوزيعها (توزعها الدولة في مكان جبايتها ولا
    تنقل إلى العاصمة) ودورها في التنمية
    والاستهلاك، وكونها أساس النظام المالي
    والاجتماعي في الإسلام.

  3. دراسة خطط عملية لاستثمار أموال الزكاة في
    محاربة الفقر، وبيان دورها المتمثل في تحويل
    الفقراء إلى منتجين يدفعون الزكاة، وحكم
    المتهرب من دفعها.

  4. محاربة التضخم.

  5. تحقيق الاكتفاء الذاتي (دعوة مقاطعة البضائع
    الإسرائيلية، ودعم المنتج المحلي).

  6. المعاملات المصرفية:
    أ.
    ضرورة الوعي المصرفي وأهميته في تعبئة موارد
    الأمة.

    ب
    دور المصارف في عملية التنمية.

    ج.
    التصدي لظاهرة هروب الأموال.

    د.
    البنوك الإسلامية كبديل للبنوك الربوية.

    هـ.
    أنواع المعاملات المصرفية (المضاربة والشركة
    والمرابحة والمزارعة... إلخ).

  1. الأسواق
    المالية، ودورها في عملية التداول وتسريع
    حركة الدوران الاقتصادي.

  2. أنواع البيوع المحرمة، والحكمة من تحريمها (الاحتكار–
    الغرر– الغش...).

  3. النقود.. وظيفتها في الحياة الاقتصادية،
    ومواصفاتها، غلاء الأسعار، وانخفاض القوة
    الشرائية للنقود وتعويم العملة.

  4. ضوابط الإنفاق العام، وقواعده (مستويات إشباع
    الحاجات حسب المنظور الإسلامي).


  5. الرقابة على المال العام،
    وسبل مكافحة الفساد
    الإداري والمالي
    :

    أ.
    المواصفات المتحققة في رجل الدولة (الشروط).

    ب.
    مبدأ الوقاية من الفساد بدلا من معالجته.

    ج.
    منهج الإسلام في توزيع الثروة ومحاربة تركز
    الثروة في أيدي فئة قليلة.

  1. أهمية
    الزراعة: إحياء الأرض الموات (وربط هذا
    بحماية الأرض الفلسطينية من طمع
    المستوطنين والإسرائيليين، ودور ربات
    البيوت في الزراعة المنزلية، وتوفير
    متطلبات الأسرة).

  2. أهمية
    المياه، ومصادرها، وخطورة هدرها والإسراف
    فيها.

  3. الصناعة،
    وتعلم فنونها، ومهاراتها، وحث الإسلام على
    ذلك، أهمية الحرف الصغيرة والصناعات
    اليدوية والتجارة ودورها في التنمية
    وأهميتها.

  4. تنمية الموارد البشرية مثل، إدارة الوقت،
    وأهميته في حياة الإنسان المسلم، وشرح كونه
    عنصرا من عناصر الإنتاج.

إنها قضايا مقترحة.. وقد يكون هناك غيرها الكثير..
لكنها قد تساهم في تنمية الوعي للخطباء بما
ينعكس بدوره على حل مشكلات الناس وهمومهم
الاقتصادية.
.

للمزيد من الخطب .. أضغط هنا

http://www.palestine-info.info/ar/default.aspx?xyz=U6Qq7k%2bcOd%2fF7pkgJUE53N3pZngd29EplJpZV%2bvWD5So9ZqM6Dmgp5fB0O2jfFZlWV6LiZi%2bl71jg%2f4qzUQPS3cvFliw%2b6Tj


Wednesday, May 16, 2007

خطبة ليست كبقية الخطب
بقلم : سالم الفلاحات

عم الخطب وطغى الذل وتربع الصليبيون على أرض فلسطين كما هو اليوم، وعاثوا في الأرض فساداً، يهتكون الأعراض، ويدنسون المقدسات، ويتساقط الشهداء غيلة وغدراً، وتفقد احداهن أربعة من اخوتها في جهادهم للصليبيين
.. وتجلس ميسون الدمشقية أخت الشهداء الأربعة
مع صويحباتها يتبادلن أطراف الحديث، ولكن حول قضايا الأمة،
وفيهن المتخبطة اليائسة،
التي تظن ان لا راد لهذا الطوفان الصليبي وأنه قدر لا محالة.. وفيهن غير ذلك.

فتقوم ميسون فيهن خطيبة صادقة تغذي الكلمات من نفسها وقلبها لا من لسانها، وتقول: ان كنا لم نخلق رجالاً نحمل السيوف، واذا عجز الرجال، فلا نعجز نحن عن العمل، وهذا والله شعري أثمن ما أملك، أقصّه لأجعله قيداً لفرس مجاهد يقاتل في سبيل الله لعلي أحرك به هؤلاء الأموات،
وجزت شعرها وصنعت النساء صنيعها، ثم جلسن يضفرنه قيوداً ولجماً للخيل استعداداً لمعركة فاصلة، وأرسلن هذه الضفائر لخطيب الجامع الأموي بدمشق -سبط ابن الجوزي رحمه الله- وأترك الموضوع يتفاعل في قلب الخطيب الذي تسلم الرسالة التي لا تحتوي على كلمة مكتوبة واحدة، وان كانت تحمل المعاني العظيمة، ثم صعد المنبر يوم الجمعة، ووضع اللجم والقيود بين يديه ووجهه شاحب ودمعه مسلوب والناس يلحظون ذلك وخطب نيابة عن ميسون وأخواتها وأظنه خطب نيابة عن عشرات الامهات في المشرق والمغرب اليوم، وقال:

يا من أمرهم دينهم بالجهاد حتى يفتحوا العالم ويهدوا البشر الى دينهم فقعدوا حتى استباح العدو بلادهم وفتنهم في دينهم..

يا من باع اجدادهم نفوسهم لله بأن لهم الجنة، وباعوا هم الجنة بأطماع نفوس صغيرة، يا أيها الناس ما لكم نسيتم دينكم وتركتم عزتكم وقعدتم عن نصر الله فلم ينصركم وحسبتم ان العزة للمشرك وقد جعلها الله له ولرسوله والمؤمنين.. يا ويحكم أما يؤلمكم ويشجي نفوسكم مرأى عدو الله وعدوكم يخطو على أرضكم التي سقاها بالدماء آباؤكم وقد كنتم سادة الدنيا..

أما يهز قلوبكم ان اخواناً لكم قد أحاط بهم العدو وسامهم ألوان الخسف؟ أما في البلد عربي؟ أما في البلد مسلم؟ أما في البلد انسان؟ والعربي ينصر العربي، والمسلم يعين المسلم، والانسان يرحم الانسان، ومن لم ينهض لنصرة فلسطين لا يكون عربياً ولا مسلماً ولا انساناً.. أتأكلون وتشربون وتنعمون واخوانكم هناك يتسربلون باللهب ويخوضون في النار ويتقلبون على الجمر؟

يا أيها الناس انها قد دارت رحى الحرب وفتحت أبواب السماء، فان لم تكونوا من فرسان الحرب فافسحوا الطريق للنساء يدرن رحاها واذهبوا وخذوا المجامر والمكاحل، وإلا فإلى الخيول وهاكم لجمها وقيودها يا ناس..

اتدرون مم صنعت هذه القيود واللجم؟ لقد صنعتها النساء من شعورهن لأنهن لا يملكن غيرها يساعدن به فلسطين.. هذه ضفائر ذوات الخذور اللواتي لم يكن تبصرهن عين الشمس صيانة وحفظاً قطعنها لانه ابتدأ تاريخ الحرب المقدسة الحرب في سبيل الله، فاذا لم تقدروا على الخيول تقيدونها بها، فخذوها واجعلوها لكم ذوائب وضفائر، انها من شعور النساء، ألم يبق في نفوسكم شعور؟

وألقاها من فوق المنبر على رؤوس الناس في المسجد وصرخ بصوت عال كالسيل الهادر تصدعي يا قبة النسر، وميدي يا عُمد المسجد.. وانقضي يا رجوم، لقد أضاع الرجال رجولتهم. فصاح الناس صيحة ما سمع مثلها وتواثبوا يطلبون الموت، فجاء النصر المبين بعد توفيق الله على يد امرأة واحدة وخطيب صادق.. وبعد فلا تدري ممن تعجب؟ من هذه المرأة الدمشقية وأخواتها، أم من الخطيب الصادق؟ أم من الجمهور المتجاوب الذي يسمع ويعقل ويفعل؟

لا تعجب من غفلة المسلمين، عادة لا تطول ويبقي الله فيهم من يوقظهم.. ولكنك تعجب من خطباء اليوم ونساء اليوم ورواد المساجد اليوم وساسة اليوم، ماذا تقول النساء في المجالس؟ وما هي اهتماماتهن الا من رحم ربك؟ وماذا يقول الخطباء اليوم على المنابر؟ وهل من السهولة بمكان ان تجد مسجداً تصلي فيه الجمعة؟ وكيف يستمع الناس لخطب الجمعة وسواها وعلى أي حال.. ولكن هذا الحال لن يدوم لأن الظلم والقهر فوق طاقة البشر واحتمالهم ولا بد لليل من آخر.


(خطبة جمعة ( فلسطين الجريحة 1 )


الْحَمْدُ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا ، يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا " أَمَّا بَعْدُ : فَإِنَّ خَيْرَ الْحَدِيثِ كِتَابُ اللَّهِ وَخَيْرُ الْهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ ـ وَشَرُّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلُّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ

أيها المسلون : نقف اليوم وقد مضت اكثر من خمسين سنة على احتلال المسجد الأقصى في البلد المبارك . نقف ونحن نرى ونسمع صمود شعب غرّب سنوات وحورب بكل أنواع الحرب . نقف وقد مّن الله تعالى علينا بالنعم كلها ، وأعظمها الإيمان والقدرة على طاعة الله بلا خوف وأمن على النفس ولولد ونعم الله علينا تترى وله الحمد والشكر . عباد الله قضية فلسطين قضية قديمة جدا قدم الزمان ‍‍‍!! نعم . لأنها إحدى الخيانات اليهودية وهم أهل الخيانة والكذب عبر التأريخ الطويل لأنها سموم شعب حقت عليه ألعنة من الله تعالى فأراد المعلون أن يكون سيدا مطاعا هلم بنا نسمع طرفا من خيانية اليهود وفضائحهم ومكرهم عبر الزمن الغابر ، ليعرف من يجرى خلف المفاوضات أنه يجرى خلف سراب طويل 1.التكذيب لكل الرسل فهم أعداء كل دعوة للسلام والإسلام

قال تعالى : " وَعَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ وَقَالَ الْكَافِرُونَ هَذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ "

و هذا هو دأب يهود فالإيمان الحقيقي قليل فيهم .

ولاحظ أخي أن المنذر منهم فهو أخوهم أو ابن اخيهم ولكنهم قوم يعدلون ، قوم جبلتهم الكفر .

2.القتل : و قد قتل اليهود عامة أنبيائهم والدعاة والمصلحين فيهم ، بل إن الله جل و علا حصر موقفهم ـ لعنهم الله ـ بين التكذيب و القتل

فقال تعالى : " وَلَقَدْ ءَاتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ و ءَاتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقًا كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ " ،

فهذا حصر لفعلهم بين الكفر والتكذيب . وبين جل وعلا أنه غاضب عليهم إلى يوم البعث لقتلهم الأنبياء فقال تعالى : "وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ "

ثم توعدهم تعالى بالعذاب لقتلهم الأنبياء و الدعاة المصلحين فقال تعالى : "إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ "

و إن اليهود ـ لعنهم الله ـ قتلوا غير ما نبي و هذه أسماء بعض من قتلوا من الأنبياء : حزقيال وأشعيا بن آموص وأرميا و يحي وزكريا ـ ومحاولة قتل عيسى عليهم الصلاة السلام ـ بل إنهم قتلوا محمداً ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ فداه أبي و أمي و نفسي فقد قال : فِي مَرَضِهِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ " يَا عَائِشَةُ مَا أَزَالُ أَجِدُ أَلَمَ الطَّعَامِ الَّذِي أَكَلْتُ بِخَيْبَرَ فَهَذَا أَوَانُ وَجَدْتُ انْقِطَاعَ أَبْهَرِي مِنْ ذَلِكَ السُّمِّ "

. 3.

تحرف أوامر الله : إن اليهود قد حرفوا دينهم من قبل قال تعالى : " مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا … " ، و قال تعالى : " فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إلا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "

و إن بولس اليهودي الخبيث هو الذي حرف دين النصرانية ، و لما لم يستطيعوا تحريف القرآن لأن الله وعد بحفظه

فقال تعالى : "إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ" أدخلوا في الإسلام ما ليس منه وهذا ظاهر لمن تأمل التأريخ .

4

.التحريش بين الناس : فإن اليهود كانوا و ما زالوا يحرصون على التفريق بين الأمم على قاعدتهم المشهورة

{ فرق تسد }

فقدر روى لنا أهل التأريخ أن اليهود كانوا يمدون الخزرج بالسلاح ليقاتلوا الأوس ويدفعون للأوس المال ليقاتلوا الخزرج ، بل كان بعضهم يخرج مع الأوس والآخر يخرج مع الخزرج لتأجيج نار الحرب بينهم . وكانوا يحرصون على التحريش في الإسلام أيضا فعن زيد بن أسلم أنه قال : مر شاس بن قيس اليهودي ـ وكان شيخا قد غبر في الجاهلية ، عظيم الكفر شديد الضغن على المسلمين شديد الحسد لهم ـ على نفر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من الأوس والخزرج في مجلس جمعهم يتحدثون فيه،

فغاظه ما رأى من جماعتهم وألفتهم وصلاح ذات بينهم في الإسلام بعد الذي كان بينهم في الجاهلية من العداوة، فقال : قد اجتمع ملأ بني قيلة بهذه البلاد ، لا والله ما لنا معهم إذا اجتمعوا بها من قرار، فأمر شابا من اليهود كان معه ، فقال: اعمد إليهم فاجلس معهم ، ثم ذكرهم بعاث وما كان فيه وأنشدهم بعض ما كانوا تقاولوا فيه من الأشعار ، وكان بعاث يوما اقتتلت فيه الأوس والخزرج ، وكان الظفر فيه للأوس على الخزرج ، ففعل فتكلم القوم عند ذلك ، فتنازعوا وتفاخروا حتى تواثب رجلان من الحيين: أوس بن قيظي و أَحد بني حارثة من الأوس ، وجابر بن صخر و أَحد بني سلمة من الخزرج ، فتقاولا وقال أحدهما لصاحبه: إن شئت رددتها جذعا ، وغضب الفريقان جميعا وقالا: ارجعا السلاح السلاح ، موعدكم الظاهرة وهي حرة ، فخرجوا إليها فانضمت الأوس والخزرج بعضها إلى بعض على دعواهم التي كانوا عليها في الجاهلية ، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فخرج إليهم فيمن معه من المهاجرين حتى جاءهم فقال: "يا معشر المسلمين، أتدعون الجاهلية وأنا بين أظهركم بعد أن أكرمكم الله بالإسلام وقطع به عنكم أمر الجاهلية وألف بينكم فترجعون إلى ما كنتم عليه كفارا الله الله

" فعرف القوم أنها نزغة من الشيطان وكيد من عدوهم، فألقوا السلاح من أيديهم وبكوا وعانق بعضهم بعضا ثم انصرفوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم سامعين مطيعين فأنزل الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تُطِيعُوا فَرِيقًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ يَرُدُّوكُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ (100) وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ وَأَنْتُمْ تُتْلَى عَلَيْكُمْ ءَايَاتُ اللَّهِ وَفِيكُمْ رَسُولُهُ وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (101) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ ءَايَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ " .

أيها المسلون : هل يظن أحدكم أن اليهود يشعرون بتأنيب الضمير عند قتل أخوانكم أو ابنائكم أو أطفالكم ؟؟؟ لا . لا والذي بعث محمدا ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ لأن التوراة تكرر فيها ـ بزعمهم ـ أنه يجوز لليهود سفك دم الأميين واغتصاب أعراضهم وأموالهم لأن هذا حكم الله وقدره فيهم وهم عبيد عندهم وحمير خلقوا يركبوهم ، ومن أدلتهم الصريحة قتل موسى عليه السلام للمصري !!!!!!!! . فأنتم كلكم تستحقون القتل في شريعة يهود .

الخطبة الثانية


الحمد لله الذي أوجب علينا بغض اليهود وعدواتهم والصلاة والسلام على رسولنا ونبيا محمد ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ و آله وَسَلَّمَ ـ

الذي لم يبق لنا حجة في اتباع يهود ولا تصديقهم لا تظن يا عبد الله أن هؤلاء الأنجاس تغير فيهم شيئ عبر الزمان أو أنهم أهل حضارة ومعرفة ، فهم هم من أول التأريخ ، أهل كفر والحاد وافساد . وقبل أن نسمع بعض فضائعهم في هذا الزمن أحب أن أبين لك موقفهم منك ورأيهم فيك . التوراة تنص ـ بزعمهم ـ على التالي :

اليهودي عند الله أكبر من الملائكة فإذا ضرب أمي اسرائليا فكأنما ضرب العزة الألهية لأن اليهودي جزء من الله كما أن الابن جزء من أبيه ،

وإذا ضرب أمي إسرائليا فالأمي يستحق الموت . والله تعالى أباح لهم قتل الأميين ، وانتهاك أعراضهم بالزنا رجالا كانوا أم نساءا لا عقاب عليهم في ذلك بل هي قربات لله تعالى ،

وقد قال الله : "ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " وهاك نص من التوارة : { لا تشفق أعينكم ولا تعفوا عن الشيخ والشاب والعذراء والطفل والنساء وأقتلوا للهلاك } وهذا نص آخر : {من العدل أن يقتل اليهودي بيده كافرا لأن من يسفك دم الكافر يقدم قربانا لله } وهاك نتف من أخبارهم في هذا القرن :

أولا : محاولة تحريف القرآن : طبعت دولة اسرائيل نسخ من المصحف طبعة فاخرة بعد حذف بعض الآيات منه وقد كشف الله سترهم .

ثانيا : تسلطهم على المسجد الأقصى ففي يوم 21/8/1969م قام شاب يهودي واسمه مايكل روهان بحرق ثلث المسجد الأقصى وقد قطعت السلطات الإسرائيلية الماء في ذلك اليوم عن المسجد الأقصى . وكذا الحفريات حول الأقصى فهم بزعمهم يبحثون عن بقايا هيكل سليمان المزعوم ولكنهم يريدون اضعاف اساسات المسجد الأقصى ليسقط بنفسه . وكذا أنهم فتحوا المسجد الأقصى للسياحة دون مرعاة حرمة هذا المكان الطاهر فيدخله السياح بألبسة خليعة رجالا ونساءا .

ثالثا : القتل وما أدراك كم قتل اليهود من إخواننا الفلسطنيين وهذه قصة قتل واحدة فقط في صباح السابع عشر من أيلول عام 1982 وقبل ثمانية عشر عاما بالضبط استيقظ لاجئو مخيمي صبرا وشاتيلا على واحد من اكثر الفصول دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني فقد اقدم رجال الميليشيا مساء ذلك اليوم على قصف هذين المخيمين في ضواحي بيروت الجنوبية وذبحوا المئات من الأبرياء والعزل في حمام دم لا زال تقطر ذكراه الى يومنا هذا .

وقائع المذبحة

مع ليل السادس عشر من أيلول 1982 استباحت مجموعات ذئبية مخيم شاتيلا وحي صبرا وفتكت بالمدنيين فتك الضواري وكانت جزءا من خطة مدبرة أعدها بأحكام وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك اريئيل شارون ورفائيل ايتان رئيس الأركان الإسرائيلي ، وما أن أطبقت العتمة على المخيم ومحيطه حتى راحت القوات الإسرائيلية تلقي القنابل المضيئة فوق مسرح العمليات وفي هذه اللحظات بالتحديد كان أفراد المليشيات يطبقون على سكان المخيم الغارقين في ليلهم وبؤسهم وعندما استفاق العالم على هول ما جرى في هذه البقعة المنكوبة

كان العشرات من الذين نجوا من المذبحة يهيمون على وجوههم ذاهلين تائهين وقد روعتهم المأساة وتركت في نفوسهم ندوبا من الأسى الأليم بعدما فقدوا كل شيء أباءهم وامهاتم واخوتهم وأطفالهم وزوجاتهم وبيوتهم ولم يتبق لهم إلا غبار الشوارع وأنقاض المنازل المهدمة لقد احكمت الآليات الإسرائيلية اغلاق كل مداخل النجاة للمخيم وكان الجنود الإسرائيليون يهددون الفارين من الرجال والنساء والأطفال بإطلاق النار عليهم في الحال لقد اجبروا على العودة ومواجهة مصيرهم ، لقد أطلقوا النار على كل من يتحرك في الأزقة لقد أجهزوا على عائلات بكاملها خلال تناولها طعام العشاء بعد تحطيم أبواب منازلها كما قتل كثير في أسرتهم وهم نيام وقد وجد فيما بعد في شقق عديدة أطفال لم يتجاوزا الثالثة والرابعة من عمرهم وهم غارقون في ثياب النوم وأغطيتهم مصبوغة بدمائهم وفي حالات كثيرة كان المهاجمون يقطعون أعضاء ضحاياهم قبل القضاء عليهم لقد حطموا رؤوس بعض الأطفال الرضع على الجدران ، ونساء جرى اغتصابهن قبل قتلهن ، لقد نشر أفراد الميليشيات الرعب وهم يقتلون بواسطة البلطات والسكاكين

ودون تمييز لقد كان المستهدف بالضبط المدنيين الأطفال والنساء والشيوخ . قال أحد الأطفال وهو شاهد عيان على المذبحة بدأ القصف يشتد والصراخ يعلو وبدأنا نسمع تهديم البيوت ولكننا كنا ما زلنا نعتقد أن إسرائيل تود التقاط الفدائيين وبما انه ليس لدينا سلاح فلا خطر علينا ولكننا تركنا المنـزل واتجهنا الى منـزل آخر حتى ظهر نهار الجمعة ولكننا عند بزوغ فجر الجمعة بدأ والدي يشعر بالخوف ويقول : أن هناك شيئا غريبا يجري في المخيم كنا نسمع طلقات ثم صراخ لمرات عديدة ولكن وقت الهروب قد فات وبدأ الرعب يدخل الى قلوبنا ،

شعر بنا القاتلون في الخارج وبعد دقائق كسروا الباب دخلوا المنزل وفصلوا الرجال عن النساء لن تقبل أختي التي كانت عروسا جديدة ترك زوجها فقتلت معه ووجدنا جثتها لاحقا بعد أن اخرجوا الجنين من بطنها ساقونا الى الخارج ونحن على الباب سمعنا طلقات الرصاص ولا أنس صراخ والدي الأخير صورٌ طبعت في ذاكرتي مع أنني كنت صغيرا ولكني لا أستطيع نسيانها فهذه جارتنا التي كانت تحبني كثيرا ملقاة على الأرض وهذه جثة والدها فوقها ،

حين وصلنا الى الشارع لم يكن أمامنا إلا المشي على الجثث مشيت على جثة أبو علي الدوخي الذي كنت اشتري منه السكاكر !! . اصيبت أمي بجلطة في دماغها فشلت شللا نصفي ثم ماتت لنبقى أنا وأختي وحيدين .


خطبة فضيلة
الشيخ حامد البيتاوي رئيس رابطة علماء فلسطين وخطيب المسجد
الأقصىالمبارك


نابلس
– الجمعة 3 أيار 2002

العدو الصهيوني وكل الأعداء لا يرقبون في
مسلم إلاً ولا ذمة

إن الحمد
لله نحمده ونستعين به ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن
سيئات أعمالنا ، من يهده الله فهو المهتدي ومن يضلل فلا هادي له،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن نبينا محمداً
عبد الله ورسوله بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة ونصح الأمة ودعا إلى
سبيل ربه بالحكمة والموعظة الحسنة وجاهد في سبيل الله حق جهاده
فجزاه الله عنا وعن المسلمين خير الجزاء ..


( يا أيها
الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون )



أما بعد
قال الله تبارك وتعالى في كتابه العزيز وهو أصدق القائلين :



(كيف وإن
يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة يُرضونكم بأفواههم
وأكثرهم فاسقون) صدق الله العظيم




أيها الإخوة المصلون .. يا أبناء شعبنا
الفلسطيني المرابط يا أمة الإسلام .. يا أمتي يا خير أمة أخرجت
للناس موضوع خطبة الجمعة:




العدو الصهيوني وكل الأعداء لا يرقبون في
مسلم إلاً ولا ذمة



فأقول
وبالله التوفيق : هذه الآية الكريمة وهي موضوع خطبة الجمعة " كيف
وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة ) ، وقال تعالى في
أية ثانية : ( لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم
المعتدون ) صدق الله العظيم ، هاتان الآيتان الكريمتان من سورة
التوبة قررتا حقيقة قرآنية جدير بنا نحن المسلمين في كل زمان وفي
كل مكان أن نعي هذه الحقيقة القرآنية ، وهذه الحقيقة التي قررتها
هاتان الآيتان ؛ أن الأعداء إذا كان لهم الغلبة والسيطرة على
المسلمين فلا يراعون في المسلمين عهداً ولا ذمة ولا قرابة ..
وتعالوا بنا معشر المسلمين نذكر بعض الأمثلة على صدق هذه الحقيقة
القرآنية ، وهاكم المثل الأول : ما فعله العدو الصهيوني ويفعله
بشعبنا وأمتنا ومنذ أكثر من خمسين سنة ؛ شرّد الملايين ؛ احتل
الوطن وصادر الأراضي وهدم المدن والقرى والمخيمات وهدم المساجد
وحرق الأقصى وارتكب المجازر .. في كل يوم يرتكب العدو
الإسرائيلي مجازر ضدّ شعبنا ، ومنها مجزرة مخيم جنين ومجزرة
مدينة نابلس ، إن ما ارتكبه العدو الصهيوني يؤكد الحقيقة
القرآنية بأن اليهود لا يراعون في المسلمين إلاً ولا ذمة يمارسون
إرهابا ، ومثل آخر : ما فعلته أمريكا وتفعله ضدّ المسلمين في
العالم فأمريكا توّلت كبرها في عداء الإسلام والمسلمين في هذا
القرن – ونسأل الله أن يُذل أمريكا وان يُجلل بيتها الأبيض
بالسواد -.. أمريكا ما فعلته وتفعله بالمسلمين خاصّة ضدّ شعبي
العراق الشقيق وشعب أفغانستان حيث دمروا المدن والقرى وعاثوا
فساداً .. ولم ينسى المسلمون جريمة أمريكا حينما ضربت بالصواريخ
ملجأ العامرية في العراق فقتلوا المئات من الأطفال والنساء ، ولا
ينسى المسلمون جرائم أمريكا في أفغانستان ؛ هدموا المساجد والمدن
والقرى ثم احتالوا على مجاهدي الأفغان مجاهدي العرب في أفغانستان
حيث جمعوهم في معتقل ثم ضربوهم بالصواريخ فقتلوا أكثر من ألف
مجاهد عربي في أفغانستان وهذا يدل على أن أمريكا دولة إرهابية لا
تراعي قوانين ولا تراعي عهوداً وهي دولة إرهابية معتدية كما قال
تعالى : لا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة وأولئك هم المعتدون "




أيها الإخوة المصلون ..




وهاكم مثالاً ثالثاً : ما فعله
الشيوعيون في الاتحاد السوفيتي سابقاً وفي غيرها من الدول
الشيوعية وما تفعله روسيا ضدّ المسلمين فقد قتل الشيوعيون منذ أن
حكموا منذ أكثر من سبعين سنة أكثر من عشرين مليون مسلم ، ما
تفعله روسيا ضدّ الشيشان دليل على أن الشيوعيين وعلى أن الروس
معتدون إرهابيون لا يراعون في المسلمين إلاً ولا ذمة ، ثم انظروا
ما فعله ويفعله الهندوس في الهند ضدّ المسلمين في الهند وفي
كشمير وفي الباكستان حينما قررت بريطانيا أن يُفصل المسلمون عن
الهندوس عام 48 ليتجمّع المسلمون في الباكستان ويتجمع الهندوس في
الهند بقصد خبيث حتى لا ينتشر الإسلام في الهندوس هاجر ثمانية
ملايين مسلم هندي إلى الباكستان لم يصل منهم إلى الباكستان سوى
ثلاثة ملايين مسلم فقد ذبح الهندوس في الهند خمسة ملايين مسلم
وهاهي الهند وهاهم الهندوس يذبحون المسلمين ويحرقون بيوتهم
ومحلاتهم التجارية والمساجد ، ويصدق على الهندوس قول الله تبارك
وتعالى : ( لا يرقبون في المؤمنين إلاً ولا ذمة ) ، فالهندوس
معتدون مجرمون ..ومثال آخر انظروا ما فعله الصرب ضدّ إخواننا
المسلمين في البوسنة والهرسك وكوسوفو حيث رحّلوا مئات الألوف
ودمروا القرى وهتكوا الأعراض وحرقوا المساجد وقتلوا ليدلل على أن
الصرب معتدون إرهابيون مجرمون لا يتقيدون بمواثيق دولية أبداً ..




أيها الإخوة المصلون .. ولعلكم
قرأتم في التاريخ ما فعله الصليبيون حينما احتلوا فلسطين والأردن
ولبنان و أقاموا فيها مدناً ومكثوا أكثر من مائة سنة إلا أن الله
عز وجل هيأ لهذه الأمة البطل صلاح الدين فحرر فلسطين وحرر هذه
البلاد من الصليبيين .. نسأل الله عز وجل أن يهيأ لأمتنا حاكماً
مخلصاً يُخلصنا من الاحتلال الصهيوني يا رب العالمين .. حينما
احتل الصليبيون القدس تجمّع المسلمون في المسجد الأقصى ظانين أن
الصليبين سوف يرعون حرمة للمسجد إلا أنهم مالوا عليهم فذبحوا في
ساحات المسجد الأقصى أكثر من سبعين ألف مسلم هذا دليل يا اخوة أن
الصليبين معتدون إرهابيون لا يراعون في المسلمين إلاً ولا ذمة
وقرأتم في التاريخ أيضاً أن التتر عندما جاءوا من الشرق إلى بلاد
المسلمين عندما ضعفت الدولة العباسية احتلوا بغداد فقتلوا فيها
-كما يقول التاريخ - مليونان مسلم (كيف وإن يظهروا عليكم لا
يرقبوا فيكم إلاً ولا ذمة ) ..




أيها الإخوة المصلون الكرام .. إن
ما فعله الكيان الصهيوني وما يفعله بشعبنا وبأمتنا لا يقل سوءاً
وفساداً وإجراماً عن ما فعله الصليبيون و التتر ضدّ المسلمين ..
إن رئيس الصرب المجرم وهو يُقدّم الآن إلى محكمة لأنه ارتكب
جرائم حرب وإن قادة العدو الصهيوني بيغن وشارون وشامير وبيرس كل
هؤلاء لا يقلّون إجراماً عن ذاك المجرم الصربي ، يرتكب العدو
هذه المجازر في كل يوم كما حصل في صباح هذا اليوم حيث اجتاح
الجيش الإسرائيلي مدينة نابلس إلا انهم وجدوا مقاومة فقتل ضابط
وجندي وجرح جنديان ونسأل الله أن يردّ كيد اليهود لنحورهم فهكذا
يجب أن يُقابل جيش الاحتلال بالرشاشات بالقنابل بالسيارات
المفخخة فهذه اللغة الوحيدة التي يجب أن يُقابل بها شعبنا هذا
العدو الصهيوني ، وثقوا تماماً بأن اليهود مهما ملكوا من أسلحة
متطورة فالرعب يملأ قلوبهم قال الله عز وجل : (وقذف في قلوبهم
الرعب ) الهلع .. الخوف ، ومن بركة انتفاضة الأقصى والتي مضى
عليها قرابة ثمانية عشر شهراً أنها نزعت الخوف من قلوبنا
والمهابة وُألقي الرعب في قلوب الصهاينة ، وهذا بدء لهزيمة
الصهاينة الساحقة الماحقة بإذن الله عز وجل .. الفرج قريب النصر
آت بإذن الله ( و كأين من نبي قاتل معه ربيّون كثير فما وهنوا
لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا وما استكانوا ) ..




أيها الإخوة المصلون يا أبناء شعبنا
الفلسطيني المجاهد المرابط يا أمة الإسلام
.. إنّ العدو
الصهيوني يرتكب جرائم حرب ضدّ شعبنا على مرأى ومسمع من دول
العالم والذي يُسمونه ظلماً نظام عالمي جديد بزعامة أمريكا ليس
هذا نظاماً عالمياً وإنما هو ظلم وبغي عالمي تقوده أمريكا التي
نسأل الله أن يُعجّل في ذُلها ..الكونجرس بالأمس اتخذ قراراً شبه
إجماع بأن من حق الكيان الصهيوني أن يمارس هذا الإجرام ضدّ شعبنا
، أما إذا هبّ شعبنا ليدافع عن وطنه وليدافع عن مقدساته وأرضه
وكرامته تصفنا أمريكا ويصفنا الإرهابي بوش بأن الشعب الفلسطيني
شعب إرهابي .. - كم منطق فيه الحقيقة تقلب - .. إن أمريكا دولة
إرهابية وإن الكيان الصهيوني احتلال ودولة إرهابية فإن هذه
المؤسسات الدولية .. انظروا إلى مجلس الأمن عندما ارتكب الصهاينة
قبل أسابيع مجزرة مخيم جنين و نابلس قالوا بأنهم سيشكلون لجنة
تحقيق فأبت أمريكا وحليفتها الصهيونية الإرهابية أن تُسمى هذه
اللجنة لجنة تحقيق .. الله أكبر .. الله أكبر على الاحتلال ..
الله أكبر على أمريكا .. مارس الجيش الصهيوني هذه المجازر هدم
المخيم على سكانه – عدد سكان مخيم جنين 15 ألفاً – دمروا معظم
بيوت المخيم وشردوا أهله وقتلوا .. ثم هم وبكل وقاحة زعماء
اليهود يقولون ليس عندنا ما نخفيه وصدق رسول الله صلى الله عليه
وسلم في الصهاينة حيث يقول : ( إن مما أدرك الناس من كلام النبوة
الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت ).. زعامة اليهود .. زعامة
أمريكا لا يستحون .. رفضوا حتى تسمية اللجنة لجنة تحقيق فقالوا
عنها لجنة تقصي حقائق ؛ يعني كأن المجرم الفاعل وهم الجيش
الصهيوني كأنه مجهول يريدون أن يبحثوا عن مجهول ، وصدق الشاعر
حيث يقول :

وليس يصح في الإفهام شيءٌ إذا احتاج النهار إلى دليل


جرائم الجيش
الصهيوني في مخيم جنين وفي مدينة نابلس جبل النار أهي بحاجة إلى
دليل !! لكنهم كما قال عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن
مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت
.. رفضوا تسمية اللجنة لجنة تحقيق قالوا لتسمى لجنة تقصي حقائق ،
ثم رفض العدو الصهيوني أن يستقبل هذه اللجنة فجاء سكرتير الأمم
المتحدة ليلغي هذه اللجنة .. هذا درس لشعبنا .. درس للسلطة
الفلسطينية درس لهذه الأنظمة في العالم العربي أن لا نُعوّل على
هذه المؤسسات الدولية فهي عاجزة عن أن تنصف شعبنا ولا يمكن أن
تعطي شعبنا حقه وإذا ما صدر حق إذا ما صدر قرار لصالح شعبنا يظل
هذا القرار حبراً على ورق ، لقد أصدرت الأمم المتحدة قرارات أن
تنسحب من المناطق التي احتلتها عام 67 ولكن هذا القرار ظل حبراً
على ورق لذلك ما الذي يجب أن نُعوّل عليه ؟؟ أنعوّل على التنسيق
الأمني الصهيوني الأمريكي .. لا .. أي شكل – ألا فليبلغ الشاهد
منكم الغائب – وأي نوع من التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية
والعدو الصهيوني والعدو الأمريكي فهي خيانة لله ولرسوله
وللمؤمنين لأنها موالاة للعدو ..


الحل الوحيد
الذي يحصل شعبنا عليه على حقنا وأن تحصل كل الشعوب الإسلامية على
حقوقها هو أن يكون في رجعتها إلى الله عز وجل ورجعتها إلى دينها
نستمد منهما النصر والتأييد موقفنا ضدّ جرائم العدو لا يكون
بالشكوى إلى مجلس الأمن ولا إلى الأمم المتحدة ولا إلى الجامعة
العربية ولا إلى زيارات هنا وهناك وإنما حلّنا بالجهاد بالمقاومة
أن يستمر شعبنا بالمقاومة فنحن لسنا وحدنا في المعركة إذا كان
الكيان الصهيوني تعتز بأن معها أمريكا القوية فنحن نعتز بأن الله
عز وجل الذي هو أقوى من أمريكا وأقوى من عزرائيل الله معنا الله
مولانا ولا مولى لهم هذا هو الذي يجب أن يُعوّل عليه شعبنا ، أن
نستمر في انتفاضتنا وأي خطوة يخطوها أي كان لوقف الانتفاضة
الفلسطينية فهي خيانة لله ولرسوله وللمؤمنين يجب أن تستمر
المقاومة وأن يستمر الجهاد ضدّ لعدو المحتل ..لسنا وحدنا في
المعركة فالله عز وجل معنا ثم عن معنا اخوة كرام هذه الشعوب
العربية والإسلامية تغلي كلها توّاقة إلى الجهاد وسيأتي الوقت
ليس بعيداً أن تكسر كل الحدود وأن تكسر كل القيود وأن تأتي هذه
الجيوش وأن يأتي المجاهدون فاتحين لفلسطين بإذن الله لنكنس
الاحتلال الصهيوني كما كنسه من قبل صلاح الدين الأيوبي..




ومثال أخير : لقد احتل الكيان
الصهيوني جنوب لبنان لمدة تزيد على عشرين سنة وصدرت قرارات من
مجلس الأمن بانسحابها وكنها ظلّت تماطل وترفض ، فما الذي أجبرهم
أن تنسحب من جنوب لبنان إنه الجهاد إنها المقاومة الإسلامية التي
كان على رأسها إخوة لنا وهم حزب الله في لبنان أجبر الجيش
الصهيوني ومرغّ أنفها وأذلّ جيشها الذي كان يزعم انه الجيش الذي
لا يُقهر ، بضعة آلاف من المجاهدين اللبنانيين أجبروا الجيش
الصهيوني أن ينسحب من جنوب لبنان ، وشعبنا الفلسطيني لا يقل
بطولة ولا يقل عزيمة بل هو أكثر جهاداً واستشهاداً من الإخوة في
لبنان وسنجبر العدو الصهيوني على الرحيل بإذن الله عز وجل ، فيا
أيها الإخوة استمروا في جهادكم ، حافظوا على وحدتكم وأخلصوا
عملكم لله وترقبوا بعد ذلك نصر الله وصدق الله العظيم ( ولينصرن
الله من ينصره ) وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم القائل: ( من
لم يغزُ ولم تحدثه نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق )..




الخطبة الثانية :




الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على
رسولنا محمد النبي الأمين وارض اللهم عن سادتنا أبي بكر وعمر
وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان
إلى يوم الدين ..




أيها الإخوة المصلون الكرام بعد أن
استمعتم للخطبة وهو أن اليهود وكل الأعداء لا يُراعون في
المسلمين غلاً ولا ذمة بقي أن أذكّر و أطالب إخواننا المسؤولين
في السلطة الفلسطينية وأخص بالذكر الرئيس أبو عمار أن يسارع
لإطلاق سراح من قتلوا المجرم الإرهابي زئيفي وإن القبول أن تكون
أمريكا وبريطانيا هي السجّانة لشعبنا فهذا أمر لا يُقره ديننا
ولا تقره مصلحتنا الوطنية ، إنّ أمريكا وبريطانيا أعداء لشعبنا
كاليهود ، كلاهما وجهان لعملة واحدة ، أن يكون الأمريكان
والإنجليز هم السجانون ولمن ؟؟‍‍‍‍!! لهؤلاء المناضلين
والمجاهدين فهذا أمر نرفضه ونطالب الإخوة المسؤولين في السلطة أن
يُعيدوا النظر في القرار الجائر الذي اتخذوه فنحن الآن في أمسّ
الحاجة إلى الوحدة الوطنية نحن في أمسّ الحاجة إلى أن تستمر
مقاومتنا وجهادنا للعدو الصهيوني فنحن في بداية المعركة ..




يا أبناء جبل النار يا أبناء شعبنا يا
أبناء أمتنا
قبل يومين نشرت جريدة القدس مقالاً عن خبير
في التاريخ وهو يهودي يقول : شارون سيعمد إلى ترحيل وتهجير
الفلسطينيين وسيستغل واحدة من اثنتين : إذا اعتدت أمريكا على
العراق سيستغل هذا الأمر ليعمد إلى ترحيل الفلسطينيين ، أو إذا
حصلت عملية جهادية كبيرة ضد اليهود سينتهز هذه الفرصة فيعمد إلى
ترحيلنا – لا قدّر الله – ونحن نقول لهؤلاء الصهاينة اسمعوا لا
سمعتم الرعد فلسطين كل فلسطين أرض فلسطينية عربية إسلامية من
بحرها لنهرها لا حق لليهود فيها .. لن نهاجر ولن نرحل هاأنتم
هدمتم البيوت على سكانها في مدينة نابلس وفي مخيم جنين وفي كل
يوم ترتكبون مجازر .. لن نرحل ونسمعكم هذا القسم – ونريد أن نقسم
جميعاً - :




أقسم بالله العظيم .. أقسم بالله العظيم ..
لن نرحل ، ولن نهاجر ، من القدس وفلسطين سنظل مرابطين مجاهدين
مهما لاقينا من إجرام اليهود والله على ما نقول وكيل ..



اللهم آمنا
في أوطاننا ، اللهم آمنا في مدننا وقرانا ومخيماتنا اللهم احفظ
شعبنا من كل سوء ، اللهم احفظ المسجد الأقصى من اليهود ، اللهم
ارحم شهدائنا واشف جرحانا و أطلق سراح أسرانا ، اللهم منزل
الكتاب ومرسل السحاب وهازم الأحزاب اهزم اليهود اهزم أمريكا
اللهم اهزم اليهود واهزم أمريكا اللهم أرنا فيهم أياماً سوداء
اللهم أذقنا حلاوة النصر و أذق أعدائنا مرارة الهزيمة ، ربنا
أفرغ علينا صبراً وثبت أقدامنا وانصرنا على القوم الكافرين ،
الله فرّج كرب المسلمين في فلسطين وانصرهم على أعدائهم الصهاينة
، اللهم فرّج كرب المسلمين في العراق وأفغانستان وانصرهم على
أمريكا اللهم فرّج كرب المسلمين في الشيشان وانصرهم على الروس
الملحدين اللهم فرّج كرب المسلمين في كشمير والهند وانصرهم على
الهندوس الوثنيين اللهم أقم دولة الإسلام و حكّم شرعك القويم
اللهم من ولي من أمر المسلمين شيئاً فرفق بهم فارفق به اللهم من
ولي من أمر المسلمين شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ، ألطف بنا يا
لطيف اللهم يا من لطفت في خلق السماوات والأرض ولطفت بالأجنة في
بطون أمهاتها ألطف بشعبنا وأمتنا يا رب العالمين ، اللهم انصرنا
على اليهود المحتلين اللهم انصرنا عليهم يا رب العالمين ..